موضوع: سياسة إيران العدائية وفقدان الأصدقاء الأربعاء ديسمبر 21, 2011 7:25 am
استراتيجية الهجوم المستمر على دول الجوار هي الاستراتيجية التى تتبعها ايران في سياساتها الخارجية وتتخذ في ذلك اشكالا متعددة منها المواقف السياسية والاعلامية،ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فالاستعدادات العسكرية والاستعراضات المختلفة لاسلحتها ايضا يدخل ضمن النهج الايراني في التعامل مع هذه الدول .
سياسة ايران تجاه النظام السوري و حزب الله اللبناني سياسة منحازة وتسير في اتجاه واحد ، بينما تزداد لهجة ايران التهديدية لجيرانها دون ادنى اعتبار لما يصدر من تصريحات على لسان مسؤوليها فقد هدد مسؤول عسكري إيراني باستهداف منشآت الدرع الصاروخي التابعة لحلف شمال الأطلسي في تركيا ردا على أي عمل عسكري ضد إيران،و يعد هذا التهديد تصعيدا ملحوظا للهجة الخطاب الإيراني الموجه لتركيا في حين تشهد العلاقات بين البلدين توترا. وكان رئيس سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده قد ذكر بان بلاده مستعدة لمهاجمة الدرع الصاروخي التابع للناتو في تركيا اذا واجهت تهديدا".مضيفا في حديث امام وحدات في ميليشيا الباسيج أن موقف ايران من الان وصاعدا سيكون "الرد على التهديدات بتهديد". يذكر أن القوات التي يقودها حاجي زاده تتولى انظمة الصواريخ التابعة للحرس الثوري.وكانت إيران قد عبرت عن عدم رضاها عن موافقة تركيا على نصب أنظمة إنذار مبكر ضمن منظومة الدرع الصاروخي لكن هذه المرة الاولى التي تتحدث فيها قيادة الحرس الثوري الايراني عن امكان استهداف تركيا. وقد اتهم المستشار العسكري للمرشد الأعلى لايران رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالسعي لإرضاء واشنطن في سياسته الخارجية. اما اللهجة الايرانية تجاه العراق وافغانستان ففي ذات الاتجاه التصاعدي فايران في واقع الامر منخرطة في قيادة الصراعات والتوترات داخل هذين البلدين ، ففي العراق لا تود ايران رؤية عراق قوي وله دور في المنطقة ولذلك تتارجح اللهجة الايرانية في التعامل مع العراق بين التدخل السافر ومحاولة فرض سياسة الامر الواقع التي تشير الى فرضية اضعاف العراق مستقبلا وهذا انعكس بدوره على خشية العراقيين انفسهم من دور ايرني متزايد عقب الانسحاب الامريكي من بلدهم . اما دول الخليج العربي فايران اغلقت كل ابواب الحوار مع هذه الدول وقدمت مصالحها الخاصة في التعامل مع كل الملفات الخليجية ، ففي البحرين ظلت ايران ترسل التحذيرات وتطالب السلطات البحرينية على اعتبار انها الدولة الحامية للشعوب بل وتمتد لهجتها الى المملكة العربية السعودية وتتهمها ودول الخليج الاخرى بالتدخل في البحرين ، بينما تواصل قمع الاقليات داخل ايران . السياسة الايرانية تجاه جيرانها وخطابها التهديدي لهم يشير الى ان ايران تفقد كثيرا من جيرانها الذين يمثلون عمقا استراتيجيا لاهدافها ولكن سياسة النظام الايراني الحاكم وعدائيته تبعدان ايران من لعب اي دور مستقبلي خاصة في ظل التضييق على حليفها نظام الاسد .